1 - هل كان يعلم بأمر الخلافة ؟ هل تجد من نفسك الميل إلى الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وآله كان لا يعلم بما سيجري بعده : من خلافات وحوادث من أجل الخلافة ؟ وهل تراه كان غافلا عما يجب في هذا السبيل ؟ . إذا كان لك هذا الميل فلا كلام لي معك ، وأرجو منك - يا قارئي العزيز علي - أن تلقي الكتاب عندئذ عنك ولا تتعب نفسك بالاستمرار معي إلى آخر الحديث ، لأني افرض قارئي مسلما يؤمن بالنبي ورسالته ، ويعرف من تأريخه ما يكفيه في طرد هذا الوهم . فإن من يمت إلى الإسلام بصلة العقيدة لا بد أن يثبت عنده على الأقل أن صاحبه صرح في مقامات كثيرة بما ستحدثه أمته من بعده فقد قال غير مرة : ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقون في النار ) . وأكثر من ذلك أنه لم يستثن من أصحابه إلا مثل همل النعم ، ثم هم يدخلون النار بارتدادهم بعده على أدبارهم القهقري ، أو يردون عليه الحوض فيختلجون بما أحدثوا