responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 20


أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا . . . ) [1] ، وخط لهم الخطط ووضع لهم الأسس وأرشدهم بقوله " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا " .
وقال لعلي ( عليه السلام ) وصيه وخليفته وهو يعلم ما يقول إنه سيلقى منهم اضطهادا ، لذا أوصاه بالصبر والتجلد ومداراتهم ، وقد رتب ما يلزم للفتح وتعميم الدين .
فما إن أغمض ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عينيه حتى نقضوا بيعته ( عليه السلام ) ، واختلفوا واغتصبوا منصبه الذي نصبه الله فيه ، وغيروا وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الثقلين ، فأزاحوا عليا عن مقامه ، وأحكموا الأمر لأعدائه وخصومه مكان عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تلك العترة التي لا تسير دفة الأمور إلا على عواتقهم ، فهم المفسرون لمجمل كتاب الله وهم الحاملون لعلم نبيهم كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : " إنك لتقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل " .
نعم ، قاتل رسول الله على تنزيل القرآن وبقي تأويل القرآن بعده لباب علمه وهادي أمته علي وعترته ( عليهم السلام ) ، وهم الثقل الثاني بعد كتاب الله ، فماذا كانت النتيجة ؟
نعم ! . . . [2] أجروا بعض أوامر الله ونقضوا الأخرى التي تخالف رغباتهم وتعكس أعمالهم وتفضح منكراتهم ، فسار الدولاب الذي وضعه رسول الله لأمد ثم وقف ، إذ لم يكن بيد أهله ، فصار الضعف بعد القوة ، والتفرقة بعد الاتفاق ، والخذلان بعد الثقة .
ثم لم تمض مدة حتى نرى أوربا المسيحية التي تأثرت بالحضارة الإسلامية



[1] آل عمران ، 144 .
[2] راجع الكتاب الأول والثاني في موسوعتنا هذه .

20

نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست