responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 12


ويستحلون لفقرهم وفاقتهم وجهلهم وقساوتهم وأد بناتهم ، ولا يمنعهم عن الرذيلة مهما بلغت إباء أو شمم ، غير طمع أو فزع .
فكأن العصور المتمادية والأصقاع القريبة والنائية ، بعد طول العسر وشدة القسر ، قد جمعت ما فيها من فضيلة وحسن ، وكمال وجمال في هذه الموهبة العظمى ، التي شاء الله سبحانه عز وجل لها أن تبزغ على العالم أجمع من هذه الديار ، فتتلبس في عالم جسماني يودع في عبد المطلب لينشطر إلى قسمين يعودان بعد بضع سنوات لاتحادهما الروحي ، . . محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعلي ( عليه السلام ) . . جسمين في روح واحد يشد أحدهما أزر الآخر مادة ومعنى ، شدا لا ينفصم ، فيكون الأول نبيا والثاني وصيا ووزيرا ، وعلى أكتافهما تقام أرقى حضارة عرفها البشر ، وأجل دين وعقيدة كان لها أن تبعث بالبشرية لأقصى ما ترجوه من السعادة . قائمة على المنطق السليم والنهج القويم ، تلك التي كان يحلم بها ويتمناها أعظم فلاسفة العالم وحاروا في الوصول إليها ، كسقراط وأفلاطون وأرسطو ومن سبقهم وتلاهم ، فصدع ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمر من الله سبحانه ليؤسس من أمة مستضعفة إمبراطورية قوامها الإيمان بالله ، مستندة إلى العقل والمنطق السليم ، تؤيدها الإرادة والإخلاص ، وضع هو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مناهجها وأسسها ، وأكملها وأتمها الله بعترته أهل بيته ( عليهم السلام ) ، وفي طليعتهم ابن عمه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خليفته من بعده ، شقيق نفسه وباب علمه وحكمته وتدبيره ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد دعا إلى الله : " إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي " وأوضح لهم السبيل ، وأقام لهم الدليل ، وبين لهم النهج ، فكان علي ( عليه السلام ) وصيه وأخاه ووزيره وخليفته ، وباب علمه وسفينة نجاة أمته ، والميزان الفارق بين المؤمن والمنافق ، يعسوب الدين وإمام الغر المحجلين ، قدوة المتقين وحبيبه وحبيب إله العالمين ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

12

نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست