يا فاطمة ، ابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وكان قد كتب أسميهما في التورة مع موسى بن عمران ( عليه السلام ) شبر وشبير لكرامتهما عند الله تعالى . يا فاطمة ، يكسى أبوك حلة من حلل الجنة ، ولواء الحمد بيدي ، ولواء أمتي تحت لوائي ، فانا وله عليا لكرامته عند الله فينادي مناد : يا محمد ، نعم الجد جدك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي . وإذا دعاني رب العالمين ، دعا عليا معي وإذا أجبت أجاب عليا معي ، وإذا شفعني شفع عليا معي ، وأنه يوم القيامة في المقام عوني على مفاتيح الجنة . قومي يا فاطمة ، فإن عليا وشيعته هم الفائزون غدا لي بالجنة . كذا بالاسناد أنه قال : بينما فاطمة جالسة ، إذا أقبل أبوها حتى جلس عندها فقال لها : مالي أراك حزينة ؟ فقالت : يا رسول الله ، وكيف لا أحزن ، وأنت تريد أن تفارقني . فقال لها يا فاطمة : لا تبكي ولا تحزني ، ولا بد من فراقك . قال : فاشتد بكاؤها ، فقالت : يا أبت ، أين ألقاك ؟ فقال : تلقينني على حمل لواء الحمد ، اشفع لامتي . قالت : يا أبت ، وإن لم ألقك ؟ قال : تلقينني عند الصراط ، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن شمالي ، وإسرافيل آخذ بحجزتي ، والملائكة من خلفي وأنا أنادي : أمتي أمتي أمتي ، فيهون الله عنهم الحساب ، ثم أنظر يمينا وشمالا إلى أمتي وكل نبي يوم القيامة مشتغل بنفسه يقول : يا رب ، نفسي نفسي ، وأنا أقول يا رب ، أمتي أمتي ، فأول من يلحق بي أنت وعلي والحسن والحسين . فيقول الرب : يا محمد ، إن أمتك لو أتوني بذنوب كأمثال الجبال ، لغفرت لهم ما لم يشركوا بي شيئا ولم يوالوا لي عدوا . قال المنصور : فلما سمع الشاب هذا مني ، أمر لي بثلاثة آلاف دينار ، وكساني