نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد جلد : 1 صفحه : 279
وأبو عصمة هذا كان يقال له : الجامع . فقال أبو حاتم بن حيّان : جمع كلّ شيء إلاّ الصدق . وروى ابن حيّان عن ابن مهديّ قال : قلت لميسرة بن عبد ربّه : من أين جئت بهذه الأحاديث " من قرأ كذا فله كذا " ؟ فقال : وضعتها اُرَغِّبُ الناس فيها . [1] وهكذا حال الحديث الطويل المشهور عن أُبيّ بن كعب ، عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في فضل سور القرآن سورة فسورة . [2] بعث باعث عن مخرّجه حتّى انتهى إلى من اعترف بأنّه وجماعةً وضعوه ، وأنّ أثر الوضع لَبيّن عليه . روي بالإسناد عن المؤمّل بن إسماعيل ، قال : حدّثني ثقة عن ثقة ، قال : حدّثني شيخ به ، فقلت للشيخ : من حدّثك ؟ فقال : حدّثني رجل بالمدائن ، وهو حيّ ، فصرت إليه فقلت : من حدّثك ؟ فقال : حدّثني شيخ بواسط ، وهو حيّ ، فصرت إليه وقلت : أخبرني عمّن سمعته ؟ ، فقال : حدّثني شيخ بالبصرة ، فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلاء فحدّثني بالحديث ، وقال : الشيخ الذي سمعناه بعبّادان ، فأتيت عبّادان فلقيت الشيخ فقلت : من حدّثك بهذا ؟ فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذاً فيه قوم من المتصوّفة ، ومعهم شيخ ، فقال : هذا الشيخ حدّثني . فقلت له يا شيخ اتّق الله ، ما حال هذا الحديث ؟ ، ومن حدّثك ؟ فقال : لم يحدّثني أحد ، ولكنّا اجتمعنا هنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن وزهدوا فيه ، فوضعنا لهم هذه الفضائل ؛ ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن ويرغبوا فيه . [3] ولقد أخطأ رهط من المفسّرين كالواحدي والثعلبي والزمخشري ، ومن تبع طرقَهم في إيداعهم هذه الأحاديثَ الموضوعة تفاسيرَهم . والعذر عنهم بأنّهم لم يطّلعوا على الوضع - مع ما قد نبّه عليه جماعة من العلماء - غير مسموع . وخَطْب [4]
[1] رواه تدريب الراوي 1 : 283 . [2] الموضوعات لابن الجوزي 1 : 239 ؛ تدريب الراوي 1 : 288 ؛ الخلاصة في أُصول الحديث : 76 . [3] تدريب الراوي 1 : 288 . [4] في حاشية " أ " : " ما خطبك ، أي ما شأنك وما حالك ، والخطب : الأمر الذي يقع فيه المخاطبة ، والشأن والحال ، ومنه حديث عمر : وقد أفطر في يوم غيم في رمضان ، فقال : الخطب يسير " .
279
نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد جلد : 1 صفحه : 279