responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 292


والحديث القدسي كلام يوحى إلى النبيّ معناه فيجري الله على لسانه في العبارة عنه ألفاظاً مخصوصةً في ترتيب مخصوص ، ليس للنبيّ أن يبدّلها ألفاظاً غيرها ، أو ترتيباً غيره .
والحديث النبوي كلام معناه ممّا يوحى إلى النبيّ فيعبّر عنه ب‌ : " حيث يشاء " " كيف يشاء " .
وسرّ الأمر أنّ النفس النقيّة الطاهرة الإنسانيّة ، إذا ما كانت بالغةً نصابَ الكمال بحسب قوّتها القدسيّة ؛ - لصفاء جوهرها وقلّة التفاتها إلى الأُمور الحسّانية الجاذبة إيّاها إلى الجنبة السافلة ، وشدّة اتّصالها بالمبادئ العالية المنتقشة بحقائق المعقولات وصور الكائنات ، ماضيها وغابرها وآتيها وحاضرِها - تكون بحيث تستنير بأضوائها ، وتنطبع بما فيها كمرآة مجلوّة حوذي بها شطرُ الشمس ، فيحصل لها ما يمكن للنوع دفعةً أو قريباً من دفعة ؛ إذ لا بخل في صقع الرشح والإفاضة ، ولا احتجاب في معدن النور والرحمة . وإنّما المانع انجذاب القوابل إلى عالم الطبيعة وانغماسها في الشواغل عن عالم العقل . وقد ارتفعت الغواسق من جهة المستضيء القابل ، فالقوّة المتخيّلة أيضاً تكون حينئذ طائعةً للقوّة العاقلة ، مشايعةً إيّاها في الصعود إلى معارج القدس ، فتكون بحيث تتمثّل لها العقُول المجرّدة - ولا سيّما روح القدس - صوراً بشريّةً وأشباحاً إنسانيّة يخاطبونها ويُسمعونها كلاماً منظوماً محفوظاً ، كما [ أنّ ] القوّة المحرّكة تصير بحيث تطيعها هيولى أُسطقسّات العناصر طاعةَ البدن للنفس ، فتتصرّف فيها تصرُّفَها فيه . فإذن كما [ أنّ ] النائم ومن يجري مجراه في بطلان استيلاء الحواسّ وسلطانها عليه ، وامّحاق إنغساقه بها وانغماره فيها قد يشاهد صوراً عجيبة ، ويسمع ألحاناً غريبة ليست هي بمعدومة صرفة ولا بموجودة في الخارج ، بل ملقاة في قوّته المتخيّلة وحسّه المشترك ، لا مؤدّاة إليهما من طرق الحواسّ الظاهرة ، بل من سبيل الباطن ومن عالم آخَرَ .
فكذلك الإنسان المتألّه المتقدّس إذا كان ذا نفس شريفة الجوهر ، شديدة

292

نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست