responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 206


الباقر ( عليه السلام ) في توحيد الله تعالى وتمجيده وتوصيفه وتقديسه :
هل سمّي عالماً وقادراً إلاّ لأنّه وهب العلم للعلماء ، والقدرة للقادرين ؟ وكلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم . والبارئ تعالى واهب الحياة ، ومقدّر الموت ، ولعلّ النمل الصغار يتوهّم أنّ لله تعالى زُبانَيَيْن ، فإنّهما كمالهما ، ويتصوّر أنّ عدمهما نقصان لمن لا يكونان له . هكذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به فيما أحسب . وإلى الله المفزع [1] فأهل العصر حرّفوا " زُبانَيين " بتثنية الزُبانَي - وزُبانَيا النملِ أو العقربِ قرناها ، و " الزُبانَيان " كوكبان نيّران على أحد منازل القمر - ب‌ " زَبانيتين " بزيادة التاء ، وإدخالِها بين الياءين ، مثنّاة الزبانية . و " الزبانية " ملائكة العذاب واحدها " زِبْنِيَة " بكسر الزاي كعِفْرِية من الزَّبْن - بالفتح - وهو الدفع . وقيل : " زِبْنِيّ " وكأنّه نُسب إلى الزَّبْن ثمّ غيّر للنسب ، كقولهم : " إمسيّ " مكسورَ الهمزة في النسبة إلى أمسِ . وأصل " الزَبانية " في جمع " زِبْنِيّ " ، " زَبانِيٌّ " بالتشديد ، فقيلت : " زبانية " بالتخفيف ، على تعويض التاء عن إحدى الياءين . و " الزَبانِي " - بالفتح والتخفيف المنسوبُ إلى الزبن - " كالزِبْنِيّ " - بالكسر والتشديد - على تعويض الألف عن الياء ، كاليماني والنجاشي . وقد أسمعناك من قبل .
وبالجملة : ضعف التحصيل بَذْرٌ زرْعُه العثرة ، وسوء التدبّر [2] شجرة ثمرتها السَقْطَة . وفي المَثَل السائر : تعثر بقدمك خير من أن تعثر بلسانك ، وتعثر بلسانك خير من أن تعثر بقلمك . ومن الله العصمة ، وبيده أزمّة الفضل ، ومقاليد الرحمة .
المصحّف قالوا : وهذا فنّ جليل ، عظيم الخَطَر إنّما ينهض بحمل أعبائه الحُذّاقُ من العلماء الحفّاظ ، والنُقّاد من الكبراء المتبصّرين ، وهو إمّا محسوس لفظي ، وإمّا معقول معنوي .



[1] بحار الأنوار 66 : 293 .
[2] في " ب " : " سَوْء التدبير " .

206

نام کتاب : الرواشح السماوية نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست