عَلَى إِحْدَاثِهَا ، ولَا عَرَفَتْ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى إِيجَادِهَا ، ولَتَحَيَّرَتْ عُقُولُهَا فِي عِلْمِ ذَلِكَ وتَاهَتْ ، وعَجَزَتْ قُوَاهَا وتَنَاهَتْ ، ورَجَعَتْ خَاسِئَةً حَسِيرَةً ، عَارِفَةً بِأَنَّهَا مَقْهُورَةٌ ، مُقِرَّةً بِالْعَجْزِ عَنْ إِنْشَائِهَا .وإِنَّ اللَّهً ، سُبْحَانَهُ ، يَعُودُ بَعْدَ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَحْدَهُ لَا شَيْءَ مَعَهُ . كَمَا كَانَ قَبْلَ ابْتِدَائِهَا ، كَذَلِكَ يَكُونُ بَعْدَ فَنَائِهَا ، بِلَا وَقْتٍ ولَا مَكَانٍ ، ولَا حِينٍ ولَا زَمَانٍ . عُدِمَتْ عِنْدَ ذَلِك الآجال والأَوْقَاتُ ، وزَالَتِ السِّنُونَ والسَّاعَاتُ .« خطبة » 191 / 233 الَّذِي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعَفَا ، وعَدَلَ فِي كُلِّ مَا قَضَى ، وعَلِمَ مَا يَمْضِي ومَا مَضَى ، مُبْتَدِعِ الْخَلَائِقِ بِعِلْمِهِ ، ومُنْشِئِهِمْ بِحُكْمِهِ ، بِلَا اقْتِدَاءٍ ولَا تَعْلِيمٍ ، ولَا احْتِذَاءٍ لِمِثَالِ صَانِعٍ حَكِيمٍ ، ولَا إِصَابَةِ خَطَأٍ ، ولَا حَضْرَةِ مَلأٍ .« خطبة » 198 / 189 يَعْلَمُ عَجِيجَ الْوُحُوشِ فِي الْفَلَوَاتِ ، ومَعَاصِيَ الْعِبَادِ فِي الْخَلَوَاتِ ، واخْتِلَافَ النِّينَانِ فِي الْبِحَارِ الْغَامِرَاتِ ، وتَلَاطُمَ الْمَاءِ بِالرِّيَاحِ الْعَاصِفَاتِ .« خطبة » 199 / 190 إِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ وتَعَالَى لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا الْعِبَادُ مُقْتَرِفُونَ فِي