« الكتب والرسائل » 27 / 27 واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْيَا وآجِلِ الآْخِرَةِ ، فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ ، ولَمْ يُشَارِكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ سَكَنُوا الدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ ، وأَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ ، فَحَظُوا مِنَ الدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِهِ الْمُتْرَفُونَ ، وأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ الْجَبَابِرَةُ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ والْمَتْجَرِ الرَّابِحِ . أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ ، وتَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ اللَّهِ غَداً فِي آخِرَتِهِمْ . لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ ، ولَا يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ .« الحكمة وقصارى الكلام » 123 / 118 طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ ، وطَابَ كَسْبُهُ ، وصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ ، وحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ ، وأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ ، وأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ ، وعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ ، ووَسِعَتْهُ السُّنَّةُ ، ولَمْ يُنْسَبْ إلَى الْبِدْعَةِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 289 / 281 كَانَ لِي فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّهِ ، وكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ . وكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ ، فَلَا يَشْتَهِي مَا لَا يَجِدُ ، ولَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ . وكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً ، فَإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ ، ونَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ . وكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَابٍ ، وصِلُّ وَادٍ ، لَا