« خطبة » 190 / 232 « وسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً » . قَدْ أُمِنَ الْعَذَابُ ، وانْقَطَعَ الْعِتَابُ وزُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ ، واطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ ، ورَضُوا الْمَثْوَى والْقَرَارَ .الَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا زَاكِيَةً ، وأَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً ، وكَانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً ، تَخَشُّعاً واسْتِغْفَارًا وكَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلاً ، تَوَحُّشاً وانْقِطَاعاً . فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَآباً ، والْجَزَاءَ ثَوَاباً ، « وكانُوا أَحَقَّ بِها وأَهْلَها » فِي مُلْكٍ دَائِمٍ ، ونَعِيمٍ قَائِمٍ .« خطبة » 192 / 234 وإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ ، وكَلَامُهُمْ كَلَامُ الأَبْرَارِ ، عُمَّارُ اللَّيْلِ ومَنَارُ النَّهَارِ .مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وسُنَنَ رَسُولِهِ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ولَا يَعْلُونَ ، ولَا يَغُلُّونَ ولَا يُفْسِدُونَ . قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ ، وأَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ « ومن كلام له عليه السلام » 220 / 210 في وصف السالك الطريق إلى اللَّه سبحانه قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ ، وأَمَاتَ نَفْسَهُ ، حَتَّى دَقَّ جَلِيلُهُ ، ولَطُفَ غَلِيظُهُ ، وبَرَقَ لَهُ لَامِعٌ كَثِيرُ ، الْبَرْقِ فَأَبَانَ لَهُ الطَّرِيقَ ،