responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 925


غِطَاءَ ذَلِكَ لأَهْلِ الدُّنْيَا ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا يَرَى النَّاسُ ، ويَسْمَعُونَ مَا لَا يَسْمَعُونَ . فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ ، ومَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ ، وقَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ ، وفَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وكَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا ، أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا ، وحَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ ، فَضَعُفُوا عَنِ الِاسْتِقْلَالِ بِهَا ، فَنَشَجُوا نَشِيجاً ، وتَجَاوَبُوا نَحِيباً ، يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ واعْتِرَافٍ ، لَرَأَيْتَ أَعْلَامَ هُدًى ، ومَصَابِيحَ دُجًى ، قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ ، وتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وأُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ ، فِي مَقْعَدٍ اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ ، فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ ، وحَمِدَ مَقَامَهُمْ .
يَتَنَسَّمُونَ بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ . رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلَى فَضْلِهِ ، وأُسَارَى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ ، جَرَحَ طُولُ الأَسَى قُلُوبَهُمْ ، وطُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ .
لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ ، يَسْأَلُونَ مَنْ لَا تَضِيقُ لَدَيْهِ الْمَنَادِحُ ، ولَا يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ .
فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ ، فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنْفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ .

925

نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 925
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست