اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ ، فَإِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ يَقُولُ : « وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ » ، ومَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالأَمْوَالِ والأَوْلَادِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِهِ ، والرَّاضِيَ بِقِسْمِهِ ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، ولَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ والْعِقَابُ لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ ويَكْرَهُ الإِنَاثَ ، وبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ ، ويَكْرَهُ انْثِلَامَ الْحَالِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 271 / 263 رُوِيَ أَنَّهُ عليه السلام : رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اللَّهِ ، أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ ، والآخَرُ مِنْ عُرُوضِ النَّاسِ .فَقَالَ عليه السلام : أَمَّا هَذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللَّهِ ولَا حَدَّ عَلَيْهِ ، مَالُ اللَّهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً وأَمَّا الآْخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ الشَّدِيدُ . فَقَطَعَ يَدَهُ .« خطبة » 3 / 3 وقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ ، وكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ « خطبة » 160 / 159 ولَا مَالٌ يَلْفِتُهُ . ( انظر : عيسى عليه السلام ) « خطبة » 52 / 52 فَوَاللَّهِ لَوْ حَنَنْتُمْ حَنِينَ الْوُلَّهِ الْعِجَالِ ، ودَعَوْتُمْ بِهَدِيلِ الْحَمَامِ ، وجَأَرْتُمْ جُؤَارَ مُتَبَتِّلِي الرُّهْبَانِ ، وخَرَجْتُمْ إِلَى اللَّهِ مِنَ الأَمْوَالِ والأَوْلَادِ ، الْتِمَاسَ الْقُرْبَةِ إِلَيْهِ فِي ارْتِفَاعِ دَرَجَةٍ عِنْدَهُ ، أَوْ غُفْرَانِ