ولأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ « خطبة » 45 / 45 والدُّنْيَا دَارٌ مُنِيَ لَهَا الْفَنَاءُ ، ولأَهْلِهَا مِنْهَا الْجَلَاءُ ، وهِيَ حُلْوَةٌ خَضْرَاءُ ، وقَدْ عَجِلَتْ لِلطَّالِبِ ، والْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ ، فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ ، ولَا تَسْأَلُوا فِيهَا فَوْقَ الْكَفَافِ ، ولَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنَ الْبَلَاغِ .« خطبة » 52 / 52 أَلَا وإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَصَرَّمَتْ ، وآذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ ، وتَنَكَّرَ مَعْرُوفُهَا وأَدْبَرَتْ حَذَّاءَ ، فَهِيَ تَحْفِزُ بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا ، وتَحْدُو بِالْمَوْتِ جِيرَانَهَا ، وقَدْ أَمَرَّ فِيهَا مَا كَانَ حُلْواً ، وكَدِرَ مِنْهَا مَا كَانَ صَفْواً ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الإِدَاوَةِ أَوْ جُرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْمَقْلَةِ ، لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْيَانُ لَمْ يَنْقَعْ فَأَزْمِعُوا عِبَادَ اللَّهِ الرَّحِيلَ عَنْ هَذِهِ الدَّارِ الْمَقْدُورِ عَلَى أَهْلِهَا الزَّوَالُ ولَا يَغْلِبَنَّكُمْ فِيهَا الأَمَلُ ، ولَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ فِيهَا الأَمَدُ .وتَاللَّهِ لَوِ انْمَاثَتْ قُلُوبُكُمُ انْمِيَاثاً ، وسَالَتْ عُيُونُكُمْ مِنْ رَغْبَةٍ إِلَيْهِ أَوْ رَهْبَةٍ مِنْهُ دَماً ، ثُمَّ عُمِّرْتُمْ فِي الدُّنْيَا ، مَا الدُّنْيَا بَاقِيَةٌ ، مَا جَزَتْ أَعْمَالُكُمْ عَنْكُمْ - ولَوْ لَمْ تُبْقُوا شَيْئاً مِنْ جُهْدِكُمْ - أَنْعُمَهُ عَلَيْكُمُ الْعِظَامَ ، وهُدَاهُ إِيَّاكُمْ لِلإِيمَانِ .