« ومن كلام له عليه السلام » 189 / 231 فَمِنَ الإِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً فِي الْقُلُوبِ ، ومِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِيَّ بَيْنَ الْقُلُوبِ والصُّدُورِ ، « إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ » . فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى يَحْضُرَهُ الْمَوْتُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ حَدُّ الْبَرَاءَةِ .ولَا يَقَعُ اسْمُ الِاسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ ووَعَاهَا قَلْبُهُ .إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، لَا يَحْمِلُهُ إِلَّا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلإِيمَانِ .« خطبة » 192 / 234 وهُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ .فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وأَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ ونَخَوَاتِهِ ، ونَزَغَاتِهِ ونَفَثَاتِهِ .ولَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ ، ومَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ ، بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنْهَارٍ ، وسَهْلٍ وقَرَارٍ ، جَمَّ الأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ .مُلْتَفَّ الْبُنَى ، مُتَّصِلَ الْقُرَى ، بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ ، ورَوْضَةٍ خَضْرَاءَ ، وأَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ ، وعِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ ، ورِيَاضٍ نَاضِرَةٍ ، وطُرُقٍ عَامِرَةٍ ، لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ . ولَوْ كَانَ الأِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ، والأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا ، بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ ، ويَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، ونُورٍ وضِيَاءٍ ،