« خطبة » 185 / 227 ولَوْ فَكَّرُوا فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ ، وجَسِيمِ النِّعْمَةِ ، لَرَجَعُوا إِلَى الطَّرِيقِ ، وخَافُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ، ولَكِنِ الْقُلُوبُ عَلِيلَةٌ ، والْبَصَائِرُ مَدْخُولَةٌ ولَا بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكَرِ ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلَى أَرْضِهَا .ولَوْ فَكَّرْتَ فِي مَجَارِي أَكْلِهَا ، فِي عُلْوِهَا وسُفْلِهَا ، ومَا فِي الْجَوْفِ مِنْ شَرَاسِيفِ بَطْنِهَا ، ومَا فِي الرَّأْسِ مِنْ عَيْنِهَا وأُذُنِهَا ، لَقَضَيْتَ مِنْ خَلْقِهَا عَجَباً ، ولَقِيتَ مِنْ وَصْفِهَا تَعَباً فَتَعَالَى الَّذِي أَقَامَهَا عَلَى قَوَائِمِهَا ، وبَنَاهَا عَلَى دَعَائِمِهَا لَمْ يَشْرَكْهُ فِي فِطْرَتِهَا فَاطِرٌ ، ولَمْ يُعِنْهُ عَلَى خَلْقِهَا قَادِرٌ . ولَوْ ضَرَبْتَ فِي مَذَاهِبِ فِكْرِكَ لِتَبْلُغَ غَايَاتِهِ ، مَا دَلَّتْكَ الدَّلَالَةُ إِلَّا عَلَى أَنَّ فَاطِرَ النَّمْلَةِ هُوَ فَاطِرُ النَّخْلَةِ ، لِدَقِيقِ تَفْصِيلِ كُلِّ شَيْءٍ ، وغَامِضِ اخْتِلَافِ كُلِّ حَيٍّ . ومَا الْجَلِيلُ واللَّطِيفُ ، والثَّقِيلُ والْخَفِيفُ ، والْقَوِيُّ والضَّعِيفُ فِي خَلْقِهِ إِلَّا سَوَاءٌ .« خطبة » 186 / 228 مُقَدِّرٌ لَا بِجَوْلِ فِكْرَةٍ .« خطبة » 192 / 234 فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ ، فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ ، وزَاحَتِ الأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ ، ومُدَّتِ الْعَافِيَةُ بِهِ عَلَيْهِمْ ، وانْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ ، ووَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ ، واللُّزُومِ لِلأُلْفَةِ ، والتَّحَاضِّ عَلَيْهَا ، والتَّوَاصِي بِهَا ، واجْتَنِبُوا