« خطبة » 103 / 102 رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَ ، واعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ ، فَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الدُّنْيَا عَنْ قَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ ، وكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الآْخِرَةِ عَمَّا قَلِيلٍ لَمْ يَزَلْ ، وكُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ ، وكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ ، وكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ دَانٍ .صفة العالم ومنها : الْعَالِمُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ ، وكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلَّا يَعْرِفَ قَدْرَهُ وإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَعَبْداً وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ ، جَائِراً عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، سَائِراً بِغَيْرِ دَلِيلٍ إِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ الدُّنْيَا عَمِلَ ، وإِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ الآْخِرَةِ كَسِلَ كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ وكَأَنَّ مَا وَنَى فِيهِ سَاقِطٌ عَنْهُ « خطبة » 153 / 152 وهُوَ فِي مُهْلَةٍ مِنَ اللَّهِ يَهْوِي مَعَ الْغَافِلِينَ ، ويَغْدُو مَعَ الْمُذْنِبِينَ ، بِلَا سَبِيلٍ قَاصِدٍ ، ولَا إِمَامٍ قَائِدٍ .صفات الغافلين منها : حَتَّى إِذَا كَشَفَ لَهُمْ عَنْ جَزَاءِ مَعْصِيَتِهِمْ ، واسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ جَلَابِيبِ غَفْلَتِهِمُ اسْتَقْبَلُوا مُدْبِراً ، واسْتَدْبَرُوا مُقْبِلاً ، فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا أَدْرَكُوا مِنْ طَلِبَتِهِمْ ، ولَا بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ .إِنَّ مِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، الَّتِي عَلَيْهَا يُثِيبُ ويُعَاقِبُ ، ولَهَا يَرْضَى ويَسْخَطُ ، أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ عَبْداً - وإِنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ ، وأَخْلَصَ