ولكن أصول الكافي وفروعه قد رتبت ترتيبا موضوعيا ، من باب العقل والجهل والعلم ثم التوحيد ، وبعد أبواب التوحيد القيادة الإسلامية ( الإمامة ) ، ثم الإيمان والفكر ، وموضوعاته متنوعة حتى يصل إلى الفروع التي نظمت أحاديثها وفقا للكتب الفقهية .
وسائر الكتب الأربعة كذلك أيضا [1] .
وموضوعية العلم تطرح تارة ، أو أن الأحاديث الواردة في هذا العلم تكون موضع اهتمام المؤلف ، أو المبتكر ، مثل كتاب « وسائل الشيعة » العظيم ؛ تأليف الحر العاملي ( ره ) الذي طبع وانتشر في عشرين مجلدا حتى الآن .
وطريقة الحر العاملي هي أنه قسم المواضيع ونسقها من أحاديث رسول الإسلام ( ص ) والأئمة الأطهار ( ع ) وفقا لأبواب الفقه المتنوعة فقط ، ونسقها تارة وفق المواضيع الأخلاقية [2] وابتدأ من كتاب الطهارة وختمه بكتاب القصاص والديات ، وقد عنونت موضوعات مختلفة في كل باب وموضوع .
ويمكننا أيضا عرض نموذج آخر وعمل جليل آخر مثل كتاب « بحار الأنوار » العلمي الفني مئة بالمئة ، للمرحوم العلامة المجلسي ( ره ) ، وقد رويت فيه أكثر الأحاديث عن رسول الإسلام العظيم ( ص ) والأئمة الأطهار ( ع ) فهي موارد مختلفة كالعقائد ، والفقه والرجال ، والتاريخ ، والتفسير ، والأخلاق ، والمواعظ ، وجعل موضوع مجموعة كبيرة ، ويمكننا أن نجد جميع الموضوعات الإسلامية في هذه المجموعة ، التي هي موسوعة كبيرة ، أو دائرة معارف واسعة . فالمجلد الأول والثاني منه كتاب العقل والجهل والعلم ، الذي تلوح فيه للناظر موضوعات مختلفة ، ونرى تارة أن ثلاثين موضوعا قد عنون من خلال موضوع واحد .

[1] والكتب الثلاثة الأخرى هي عبارة عن التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي ، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق والتي لا تتحلى بمميزات أصول الكافي وفروعه ، إلا أنها ملحوظة من الناحية الفقهية .
[2] ومثل هذه الموضوعات تلوح للناظر في كتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .

69