الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، ويُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، ويَعْلَمُ ما فِي الأَرْحامِ ، وما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً ، وما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ . . . » الآْيَةَ ، فَيَعْلَمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الأَرْحَامِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ، وقَبِيحٍ أَوْ جَمِيلٍ ، وسَخِيٍّ أَوْ بَخِيلٍ ، وشَقِيٍّ أَوْ سَعِيدٍ ، ومَنْ يَكُونُ فِي النَّارِ حَطَباً ، أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً . فَهَذَا عِلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ ، ومَا سِوَى ذَلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ نَبِيَّهُ فَعَلَّمَنِيهِ ، ودَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي ، وتَضْطَمَّ عَلَيْهِ جَوَانِحِي .« خطبة » 138 / 138 ومنها : حَتَّى تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلَى سَاقٍ ، بَادِياً نَوَاجِذُهَا ، مَمْلُوءَةً أَخْلَافُهَا ، حُلْواً رَضَاعُهَا ، عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا . أَلَا وفِي غَدٍ - وسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لَا تَعْرِفُونَ - يَأْخُذُ الْوَالِي مِنْ غَيْرِهَا عُمَّالَهَا عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا ، وتُخْرِجُ لَهُ الأَرْضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا ، وتُلْقِي إِلَيْهِ سِلْماً مَقَالِيدَهَا ، فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَةِ ، ويُحْيِي مَيِّتَ الْكِتَابِ والسُّنَّةِ .منها : كَأَنِّي بِهِ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ ، وفَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ ، فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ ، وفَرَشَ الأَرْضَ بِالرُّؤُوسِ . قَدْ فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ ، وثَقُلَتْ فِي الأَرْضِ وَطْأَتُهُ ، بَعِيدَ الْجَوْلَةِ ، عَظِيمَ الصَّوْلَةِ . واللَّهِ لَيُشَرِّدَنَّكُمْ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ، كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ ، فَلَا تَزَالُونَ كَذَلِكَ ،