الَّتِي تُرِيدُ فَإِنَّهَا خُدْعَةُ الصَّبِيِّ عَنِ اللَّبَنِ فِي أَوَّلِ الْفِصَالِ ، والسَّلَامُ لأَهْلِهِ .« الكتب والرسائل » 65 / 65 إلى معاوية أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ مِنْ عِيَانِ الأُمُورِ ، فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِكَ بِادِّعَائِكَ الأَبَاطِيلَ ، واقْتِحَامِكَ غُرُورَ الْمَيْنِ والأَكَاذِيبِ ، وبِانْتِحَالِكَ مَا قَدْ عَلَا عَنْكَ ، وابْتِزَازِكَ لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ دُونَكَ ، فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ ، وجُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ ودَمِكَ مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ ، ومُلِئَ بِهِ صَدْرُكَ ، فَمَا ذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الْمُبِينُ ، وبَعْدَ الْبَيَانِ إِلَّا اللَّبْسُ فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا ، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلَابِيبَهَا ، وأَغْشَتِ الأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا .وقَدْ أَتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفَانِينَ مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ ، وأَسَاطِيرَ لَمْ يَحُكْهَا مِنْكَ عِلْمٌ ولَا حِلْمٌ أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِي الدَّهَاسِ ، والْخَابِطِ فِي الدِّيمَاسِ ، وتَرَقَّيْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ بَعِيدَةِ الْمَرَامِ ، نَازِحَةِ الأَعْلَامِ ، تَقْصُرُ دُونَهَا الأَنُوقُ ويُحَاذَي بِهَا الْعَيُّوقُ .وحَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِيَ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدِي صَدْراً أَوْ وِرْداً ، أَوْ أُجْرِيَ