ذَلِكَ مِنْهُمْ فَهُوَ الَّذِي أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنَ الْهَلَكَةِ ، ومَنْ لَجَّ وتَمَادَى فَهُوَ الرَّاكِسُ الَّذِي رَانَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ، وصَارَتْ دَائِرَةُ السَّوْءِ عَلَى رَأْسِهِ .« ومن كلام له عليه السلام » 206 / 197 وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ، ولَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ ، وذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ ، وأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ : اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا ودِمَاءَهُمْ ، وأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وبَيْنِهِمْ ، واهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ ، ويَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ والْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ .« الكتب والرسائل » 62 / 62 ومِنْهُ : إِنِّي واللَّهِ لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وهُمْ طِلَاعُ الأَرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ ولَا اسْتَوْحَشْتُ ، وإِنِّي مِنْ ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ والْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ نَفْسِي ويَقِينٍ مِنْ رَبِّي . وإِنِّي إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ لَمُشْتَاقٌ ، وحُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ ولَكِنَّنِي آسَى أَنْ يَلِيَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وفُجَّارُهَا ، فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلاً ، وعِبَادَهُ خَوَلاً ، والصَّالِحِينَ حَرْباً ، والْفَاسِقِينَ حِزْباً ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فِيكُمُ الْحَرَامَ ، وجُلِدَ حَدّاً فِي الإِسْلَامِ ، وإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ حَتَّى رُضِخَتْ لَهُ عَلَى الإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ .