عَلَيْكَ فَارْفَعْ ذَيْلَكَ ، واشْدُدْ مِئْزَرَكَ ، وأخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ ، وانْدُبْ مَنْ مَعَكَ فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ ، وإِنْ تَفَشَّلْتَ فَابْعُدْ وايْمُ اللَّهِ لَتُؤْتَيَنَّ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ ، ولَا تُتْرَكُ حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ ، وذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ ، وحَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِكَ ، وتَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ ، ومَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى الَّتِي تَرْجُو ، ولَكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرَى ، يُرْكَبُ جَمَلُهَا ، ويُذَلَّلُّ صَعْبُهَا ، ويُسَهَّلُ يخيجَبَلُهَا . فَاعْقِلْ عَقْلَكَ ، وامْلِكْ أَمْرَكَ ، وخُذْ نَصِيبَكَ وحَظَّكَ . فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى غَيْرِ رَحْبٍ ولَا فِي نَجَاةٍ ، فَبِالْحَرِيِّ لَتُكْفَيَنَّ وأَنْتَ نَائِمٌ ، حَتَّى لَا يُقَالَ : أَيْنَ فُلَانٌ واللَّهِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مَعَ مُحِقٍّ ، ومَا أُبَالِي مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ ، والسَّلَامُ .« الحكمة وقصارى الكلام » 202 / 193 وقَالَ عليه السلام ، وقَدْ قَالَ لَهُ طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ : نُبَايِعُكَ عَلَى أَنَّا شُرَكَاؤُكَ فِي هَذَا الأَمْرِ : لَا ولَكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُوَّةِ والِاسْتِعَانَةِ ، وعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ والأَوَدِ .« الكتب والرسائل » 64 / 64 إلى معاوية وذَكَرْتَ أَنِّي قَتَلْتُ طَلْحَةَ والزُّبَيْرَ ، وشَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ ، ونَزَلْتُ بَيْنَ الْمِصْرَيْنِ وذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ فَلَا عَلَيْكَ ، ولَا الْعُذْرُ فِيهِ إِلَيْكَ .