بِالْعَرَبِ ، وأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ ، فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وأَقْطَارِهَا ، حَتَّى يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْكَ .إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا : هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ ، وطَمَعِهِمْ فِيكَ . فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِيرِ الْقَوْمِ إِلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسِيرِهِمْ مِنْكَ ، وهُوَ أَقْدَرُ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَكْرَهُ .وأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِيمَا مَضَى بِالْكَثْرَةِ ، وإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ والْمَعُونَةِ « الحكمة وقصارى الكلام » 270 / 262 ورُوِيَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَيَّامِهِ حَلْيُ الْكَعْبَةِ وكَثْرَتُهُ ، فَقَالَ قَوْمٌ : لَوْ أَخَذْتَهُ فَجَهَّزْتَ بِهِ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ أَعْظَمَ لِلأَجْرِ ، ومَا تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بِالْحَلْيِ فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ ، وسَأَلَ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ عليه السلام : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم ، والأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ : أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ والْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ والْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللَّهُ حَيْثُ وَضَعَهُ والصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ حَيْثُ جَعَلَهَا . وكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ ، فَتَرَكَهُ اللَّهُ عَلَى حَالِهِ ، ولَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً ، ولَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَكَاناً ، فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لَوْلَاكَ لَافْتَضَحْنَا . وتَرَكَ الْحَلْيَ بِحَالِهِ .