الرَّأْيَ عَلَى الْقُرْآنِ إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّأْيِ .ومنها : حَتَّى تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلَى سَاقٍ ، بَادِياً نَوَاجِذُهَا ، مَمْلُوءَةً أَخْلَافُهَا حُلْواً رَضَاعُهَا ، عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا . أَلَا وفِي غَدٍ وسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لَا تَعْرِفُونَ يَأْخُذُ الْوَالِي مِنْ غَيْرِهَا عُمَّالَهَا عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا ، وتُخْرِجُ لَهُ الأَرْضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا ، وتُلْقِي إِلَيْهِ سِلْماً مَقَالِيدَهَا ، فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَةِ ، ويُحْيِي مَيِّتَ الْكِتَابِ والسُّنَّةِ .« خطبة » 150 / 150 أَلَا وإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنِيرٍ ، ويَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ ، لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً ، ويُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً ، ويَصْدَعَ شَعْباً ، ويَشْعَبَ صَدْعاً ، فِي سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ لَا يُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ ولَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ . ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ . تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ ، ويُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ ، ويُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ « خطبة » 182 / 181 ومِنْهَا : قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا ، وأَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا ، مِنَ الإِقْبَالِ عَلَيْهَا ، والْمَعْرِفَةِ بِهَا ، والتَّفَرُّغِ لَهَا فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِي يَطْلُبُهَا ، وحَاجَتُهُ الَّتِي يَسْأَلُ عَنْهَا . فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الإِسْلَامُ ، وضَرَبَ بِعَسِيبِ ذَنَبِهِ ، وأَلْصَقَ الأَرْضَ بِجِرَانِهِ بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا حُجَّتِهِ ، خَلِيفَةٌ مِنْ خَلَائِفِ أَنْبِيَائِهِ .