ويَبْقَى نِصْفُهَا ، فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وأَشَدِّهِ دَوِيّاً ، فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ ، فَقَالُوا - كُفْراً وعُتُوّاً - : فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ ، فَأَمَرَهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا : لَا إِلَهً إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وأَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ ، وإِجْلَالاً لِكَلِمَتِكَ ، فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ : بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ ، عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ ، وهَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا ( يَعْنُونَنِي ) وإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ ، وكَلَامُهُمْ كَلَامُ الأَبْرَارِ ، عُمَّارُ اللَّيْلِ ومَنَارُ النَّهَارِ . مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وسُنَنَ رَسُولِهِ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ولَا يَعْلُونَ ، ولَا يَغُلُّونَ ولَا يُفْسِدُونَ . قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ ، وأَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ « ومن كلام له عليه السلام » 197 / 188 ولَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى اللَّهِ ولَا عَلَى رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ . ولَقَدْ وَاسَيْتُهُ بِنَفْسِي فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَنْكُصُ فِيهَا الأَبْطَالُ ، وتَتَأَخَّرُ فِيهَا الأَقْدَامُ ، نَجْدَةً أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا .ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - وإِنَّ رَأْسَهُ لَعَلَى