ولَا أَطْوِيَ دُونَكُمْ أَمْراً إِلَّا فِي حُكْمٍ ، ولَا أُؤَخِّرَ لَكُمْ حَقّاً عَنْ مَحَلِّهِ ، ولَا أَقِفَ بِهِ دُونَ مَقْطَعِهِ ، وأَنْ تَكُونُوا عِنْدِي فِي الْحَقِّ سَوَاءً ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ وَجَبَتْ لِلَّهِ عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ ، ولِي عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ وأَلَّا تَنْكُصُوا عَنْ دَعْوَةٍ ، ولَا تُفَرِّطُوا فِي صَلَاحٍ ، وأَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ ، فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَسْتَقِيمُوا لِي عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِمَّنِ اعْوَجَّ مِنْكُمْ ، ثُمَّ أُعْظِمُ لَهُ الْعُقُوبَةَ ، ولَا يَجِدُ عِنْدِي فِيهَا رُخْصَةً ، فَخُذُوا هَذَا مِنْ أُمَرَائِكُمْ ، وأَعْطُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ مَا يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ أَمْرَكُمْ ، والسَّلَامُ .« الكتب والرسائل » 59 / 59 أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الْوَالِيَ إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ الْعَدْلِ ، فَلْيَكُنْ أَمْرُ النَّاسِ عِنْدَكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءً فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ ، فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَهُ ، وابْتَذِلْ نَفْسَكَ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رَاجِياً ثَوَابَهُ ، ومُتَخَوِّفاً عِقَابَهُ .« الحكمة وقصارى الكلام » 374 / 366 وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ .« الكتب والرسائل » 42 / 42 أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَدْ وَلَّيْتُ النُّعْمَانَ بْنِ عَجْلَانَ الزُّرَقِيَّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ ، ونَزَعْتُ يَدَكَ بِلَا ذَمٍّ لَكَ ، ولَا تَثْرِيبٍ عَلَيْكَ فَلَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوِلَايَةَ ، وأَدَّيْتَ الأَمَانَةَ ، فَأَقْبِلْ غَيْرَ ظَنِينٍ ، ولَا مَلُومٍ ، ولَا