أَرَادُونِي ، ولَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي . وإِنَّكُمَا مِمَّنْ أَرَادَنِي وبَايَعَنِي ، وإِنَّ الْعَامَّةَ لَمْ تُبَايِعْنِي لِسُلْطَانٍ غَالِبٍ ، ولَا لِعَرَضٍ حَاضِرٍ ، فَإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَانِي طَائِعَيْنِ ، فَارْجِعَا وتُوبَا إِلَى اللَّهِ مِنْ قَرِيبٍ وإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَانِي كَارِهَيْنِ ، فَقَدْ جَعَلْتُمَا لِي عَلَيْكُمَا السَّبِيلَ بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ ، وإِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ . ولَعَمْرِي مَا كُنْتُمَا بِأَحَقِّ الْمُهَاجِرِينَ بِالتَّقِيَّةِ والْكِتْمَانِ ، وإِنَّ دَفْعَكُمَا هَذَا الأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلَا فِيهِ ، كَانَ أَوْسَعَ عَلَيْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْهُ ، بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِهِ .« الكتب والرسائل » 75 / 75 مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ عَلِمْتَ إِعْذَارِي فِيكُمْ ، وإِعْرَاضِي عَنْكُمْ ، حَتَّى كَانَ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ ولَا دَفْعَ لَهُ والْحَدِيثُ طَوِيلٌ ، والْكَلَامُ كَثِيرٌ ، وقَدْ أَدْبَرَ مَا أَدْبَرَ ، وأَقْبَلَ مَا أَقْبَلَ . فَبَايِعْ مَنْ قِبَلَكَ ، وأَقْبِلْ إِلَيَّ فِي وَفْدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ . والسَّلَامُ .« خطبة » 74 / 73 لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي ووَاللَّهِ لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ ولَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً ، الْتِمَاساً لأَجْرِ ذَلِكَ وفَضْلِهِ ، وزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وزِبْرِجِهِ .