أَحيِ قَلبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ ، وأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ ، وقَوِّهِ بِالْيَقِينِ ، ونَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ ، وذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ ، وقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ ، وبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا ، وحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي والأَيَّامِ ، واعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ ، وذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ ، وسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وآثَارِهِمْ ، فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وعَمَّا انْتَقَلُوا ، وأَيْنَ حَلُّوا ونَزَلُوا فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ ، وحَلُّوا دِيَارَ الْغُرْبَةِ ، وكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ .فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي ، واعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ ، وأَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ وأَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ .يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ ، وذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْهِ ، وتُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْهِ ، حَتَّى يَأْتِيَكَ وقَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ ، وشَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ ، ولَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ .ووَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ ، « فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ » ، ولَا إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ . ( خلقت ) ولِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ .« الكتب والرسائل » 69 / 69 وأَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ ومَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، ولَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلَّا بِشَرْطٍ وَثِيقٍ .وإِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وأَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّكَ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا .« الحكمة وقصارى الكلام » 7 / 6 وقال عليه السلام : الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ ، وأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجَالِهِمْ .