غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ ، وزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ . فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ ، واقْتَصَّ أَثَرَهُ ، ووَلَجَ مَوْلِجَهُ ، وإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ ، فَإِنَّ اللَّهً جَعَلَ مُحَمَّداً - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - عَلَماً لِلسَّاعَةِ ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ . خَرَجَ منَ الدُّنْيَا خَمِيصاً ، ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً . لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ . فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ ، وقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ واللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا . ولَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ : أَلَا تَنْبِذُهَا عَنْكَ فَقُلْتُ : اغْرُبْ عَنِّي ، فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى « خطبة » 173 / 172 رسول الله أَمِينُ وَحْيِهِ ، وخَاتَمُ رُسُلِهِ ، وبَشِيرُ رَحْمَتِهِ ، ونَذِيرُ نِقْمَتِهِ .« خطبة » 178 / 177 وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلَائِقِهِ ، والْمُعْتَامُ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ ، والْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ ، والْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالَاتِهِ والْمُوَضَّحَةُ بِهِ أَشْرَاطُ الْهُدَى والْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِيبُ الْعَمَى .« خطبة » 185 / 227 وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ الصَّفِيُّ ، وأَمِينُهُ الرَّضِيُّ ، صَلَّى