وأَحْمَدُ اللَّهً وأَسْتَعِينُهُ عَلَى مَدَاحِرِ الشَّيْطَانِ ومَزَاجِرِهِ ، والِاعْتِصَامِ مِنْ حَبَائِلِهِ ومَخَاتِلِهِ . وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهً إِلَّا اللَّهُ ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ ، ونَجِيبُهُ وصَفْوَتُهُ . لَا يُؤَازَى فَضْلُهُ ، ولَا يُجْبَرُ فَقْدُهُ .أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلَادُ بَعْدَ الضَّلَالَةِ الْمُظْلِمَةِ ، والْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ ، والْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ والنَّاسُ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيمَ ، ويَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَةٍ ويَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَةٍ .« خطبة » 158 / 157 أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ ، وانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ .« خطبة » 160 / 159 ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - كَافٍ لَكَ فِي الأُسْوَةِ ، ودَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْيَا وعَيْبِهَا ، وكَثْرَةِ مَخَازِيهَا ومَسَاوِيهَا ، إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا ، ووُطِّئَتْ لِغَيْرِهِ أَكْنَافُهَا ، وفُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا ، وزُوِيَ عَنْ زَخَارِفِهَا .فَتَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى ، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى . وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ . قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً ، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً