بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ والآثَامِ ، وأَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الأَعْلَامِ ، ونَيِّرَاتِ الأَحْكَامِ ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ ، وخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ، وبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ ، ورَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ .« خطبة » 95 / 94 بَعَثَهُ والنَّاسُ ضُلَّالٌ فِي حَيْرَةٍ ، وحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ ، واسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ ، واسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ حَيَارَى فِي زَلْزَالٍ مِنَ الأَمْرِ وبَلَاءٍ مِنَ الْجَهْلِ ، فَبَالَغَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ فِي النَّصِيحَةِ ، ومَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ، ودَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ ، والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .« خطبة » 109 / 108 ومنها في ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ : قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا ، وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا ، وعَلِمَ أَنَّ اللَّهً زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِيَاراً ، وبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً ، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً ، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً . بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً ، ونَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً ، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً ، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً .