مُنَاسِبٌ ، والصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ . والْهَوَى شَرِيكُ الْعَمَى ، ورُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ ، وقَرِيبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِيدٍ ، والْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبِيبٌ . مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ ، ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ كَانَ أَبْقَى لَهُ . وأَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَيْنَكَ وبَيْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ . ومَنْ لَمْ يُبَالِكَ فَهُوَ عَدُوُّكَ . قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً ، إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلَاكاً . لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ ، ولَا كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ ، ورُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَهُ ، وأَصَابَ الأَعْمَى رُشْدَهُ .أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ ، وقَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ . مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ ، ومَنْ أَعْظَمَهُ أَهَانَهُ . لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ . إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ . سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ ، وعَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ . إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً ، وإِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ .وإِيَّاكَ والتَّغَايُرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ ، والْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ . واجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلاً تَأْخُذُهُ بِهِ ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلَّا يَتَوَاكَلُوا فِي خِدْمَتِكَ .وأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ ، فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ ، وأَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ ، ويَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ .