1 - التوحيد « خطبة » 1 / 1 أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِخْلَاصُ لَهُ ، وكَمَالُ الإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ، وشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ : فَمَنْ وَصَفَ اللَّهً سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ ، ومَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ ، ومَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ ، ومَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، ومَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ ، ومَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، ومَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ، ومَنْ قَالَ « فِيمَ » فَقَدْ ضَمَّنَهُ ، ومَنْ قَالَ « عَلَامَ ؟ » فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ . كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ ، مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ .مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ ولَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ .لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَجَهِلُوا حَقَّهُ ، واتَّخَذُوا الأَنْدَادَ مَعَهُ ، واجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ ، واقْتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ ، فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ .