مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ ، ودُنُوِّ الدَّارِ . وكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ ، وقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبِلَى ، وأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ والثَّرَى وكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ ، وارْتَهَنَكُمْ ذَلِكَ الْمَضْجَعُ ، وضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ . فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ تَنَاهَتْ بِكُمُ الأُمُورُ ، وبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ : « هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ ، ورُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ، وضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ » .« ومن كلام له عليه السلام » 235 / 226 بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ .« الكتب والرسائل » 45 / 45 ومَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ وغَيْرِ فَدَكٍ ، والنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَدٍ جَدَثٌ تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا ، وتَغِيبُ أَخْبَارُهَا ، وحُفْرَةٌ لَوْ زيدَ فِي فُسْحَتِهَا ، وأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا ، لأَضْغَطَهَا الْحَجَرُ والْمَدَرُ ، وسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ .أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ أَيْنَ الأُمَمُ الَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ فَهَا هُمْ رَهَائِنُ الْقُبُورِ ، ومَضَامِينُ اللُّحُودِ .