33 - محمد رسول الله ( ص ) « خطبة » 2 / 2 وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ ، والْعَلَمِ الْمَأْثُورِ ، والْكِتَابِ الْمَسْطُورِ ، والنُّورِ السَّاطِعِ ، والضِّيَاءِ اللَّامِعِ ، والأَمْرِ الصَّادِعِ ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ ، واحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ ، وتَحْذِيراً بِالآيَاتِ ، وتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ ، والنَّاسُ فِي فِتَنٍ انْجَذَمَ فِيهَا حَبْلُ الدِّينِ ، وتَزَعْزَعَتْ سَوَارِي الْيَقِينِ ، واخْتَلَفَ النَّجْرُ ، وتَشَتَّتَ الأَمْرُ ، وضَاقَ الْمَخْرَجُ ، وعَمِيَ الْمَصْدَرُ ، فَالْهُدَى خَامِلٌ ، والْعَمَى شَامِلٌ . عُصِيَ الرَّحْمَنُ ، ونُصِرَ الشَّيْطَانُ ، وخُذِلَ الإِيمَانُ ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ ، وتَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ ، ودَرَسَتْ سُبُلُهُ ، وعَفَتْ شُرُكُهُ . أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ ، ووَرَدُوا مَنَاهِلَهُ ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلَامُهُ ، وقَامَ لِوَاؤُهُ ، فِي فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا ، ووَطِئَتْهُمْ بِأَظْلَافِهَا ، وقَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا ، فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ ، فِي خَيْرِ دَارٍ ، وشَرِّ جِيرَانٍ . نَوْمُهُمْ سُهُودٌ ، وكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ ، بِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ ، وجَاهِلُهَا مُكْرَمٌ .« خطبة » 109 / 108 ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِياً يَدْعُو إِلَيْهَا ، فَلَا الدَّاعِيَ أَجَابُوا ، ولَا فِيمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا ، ولَا إِلَى مَا شَوَّقْتَ إِلَيْهِ اشْتَاقُوا .