أَنْ يَسْمُوَ فِي الْهَوَاءِ خُفُوفاً ، وجَعَلَهُ يَدِفُّ دَفِيفاً ، ونَسَقَهَا عَلَى اخْتِلَافِهَا فِي الأَصَابِيغِ بِلَطِيفِ قُدْرَتِهِ ، ودَقِيقِ صَنْعَتِهِ . فَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي قَالَبِ لَوْنٍ لَا يَشُوبُهُ غَيْرُ لَوْنِ مَا غُمِسَ فِيهِ ومِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي لَوْنِ صِبْغٍ قَدْ طُوِّقَ بِخِلَافِ مَا صُبِغَ بِهِ .« خطبة » 185 / 227 فَالطَّيْرُ مُسَخَّرَةٌ لأَمْرِهِ أَحْصَى عَدَدَ الرِّيشِ مِنْهَا والنَّفَسِ ، وأَرْسَى قَوَائِمَهَا عَلَى النَّدَى والْيَبَسِ وقَدَّرَ أَقْوَاتَهَا ، وأَحْصَى أَجْنَاسَهَا . فَهَذَا غُرَابٌ وهَذَا عُقَابٌ . وهَذَا حَمَامٌ وهَذَا نَعَامٌ .دَعَا كُلَّ طَائِرٍ بِاسْمِهِ ، وكَفَلَ لَهُ بِرِزْقِهِ .20 - الطاووس « خطبة » 165 / 164 ومِنْ أَعْجَبِهَا خَلْقاً الطَّاوُسُ الَّذِي أَقَامَهُ فِي أَحْكَمِ تَعْدِيلٍ ، ونَضَّدَ أَلْوَانَهُ فِي أَحْسَنِ تَنْضِيدٍ ، بِجَنَاحٍ أَشْرَجَ قَصَبَهُ ، وذَنَبٍ أَطَالَ مَسْحَبَهُ . إِذَا دَرَجَ إِلَى الأُنْثَى نَشَرَه من طَيِّهِ ، وسَمَا بِهِ مُطِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ كَأَنَّهُ قِلْعُ دَارِيٍّ عَنَجَهُ نُوتِيُّهُ .يَخْتَالُ بِأَلْوَانِهِ ، ويَمِيسُ بِزَيَفَانِهِ . يُفْضِي كَإِفْضَاءِ