responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 270


وليكن عليك من هذا الحديث آثار وجوب التحرز عن الضرر المظنون ، ودلائل التصديق ، وما كنت ما اهتممت بحفظ أعمال الشهر المشار إليه ، ولا خائف من عرض أعماله في آخر خميس كما دل النقل عليه ، وما كان ذلك لترك لمعرفة أعمالك لعذر من نسيان ، أو سبب يقبله الله جل جلاله من أعذار إهمالك ، ولا لعقوبة قضت طرد الله جل جلاله لك عن محاسبة نفسك في معاملته ، فقد ذكرنا في عمل اليوم والليلة من هذا الكتاب بيان أن الله جل جلاله قد يخذل بعض العباد العصاة عن خدمته تارة بالنسيان ، وتارة بالنوم ، وتارة بسلب بعض الألطاف ، عقوبة لهم على معصيته .
أقول : فإن كنت واثقا - وهيهات - انك سلمت في شهرك من الجنايات في سائر الحركات والسكنات ، فأحمد الله جل جلاله على توفيقه وعنايته ، واسأله زيادة السعادة بطاعته . وإن كنت تعلم أنك ما سلمت من التقصير ، فتب من الآن توبة نصوحا ، يوافق بها السر الاعلان . وإن لم يحضر قلبك ، ولا أطاعك هواك ، وغلبتك نفسك ودنياك ، لقلة معرفتك بربك ، وجهلك بعظيم ذنبك ، من أن تتوب على التحقيق ، فاسأل الله جل جلاله بلسان حال الذل لتوفيق زوال أمراض دينك ، وأن يزيد في يقينك ، فإنك تجده جل جلاله أرحم بك من كل شفيق ، واطلب منه أن يعفو عنك عفو الرحمة المضاعفة بغير معاتبة ولا مواقفة ، وإن تعذر منك طلب العفو على صفات الذلة والعبودية ، فقد رغبتك ونفسك إلى أخذ القود منك بيد عدل القدرة الإلهية .
وقد شرحنا لك ذلك عند المحاسبة للحفظة الكرام في الجزء الأول من عمل اليوم والليلة فاعمل بما هناك من المهام ، فقد عرفت من نفسك الضعف

270

نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست