نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 477
قال : فقال المعروف بابن هشام : لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه ، وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس ، فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم ، فأقبل غلام أسمر اللون ، حسن الوجه ، فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه ، وعلت لذلك الأصوات ، وانصرف خارجا من الباب ، فنهضت من مكاني أتبعه ، وأدفع الناس عني يمينا وشمالا ، حتى ظن بي الاختلاط في العقل ، والناس يفرجون لي ، وعيني لا تفارقه ، حتى انقطع عن الناس ، فكنت أسرع السير خلفه ، وهو يمشي على تؤدة [1] ولا ادركه . فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري ، وقف والتفت إلي فقال : هات ما معك . فناولته الرقعة . فقال من غير أن ينظر فيها : قل له : لا خوف عليك في هذه العلة ، ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة [2] . قال : فوقع علي الزمع [3] حتى لم أطق حراكا ، وتركني وانصرف . قال أبو القاسم : فأعلمني بهذه الجملة . فلما كان سنة تسع [4] وستين اعتل أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره ، وتحصيل جهازه إلى قبره ، وكتب وصيته ، واستعمل الجد في ذلك . فقيل له : ما هذا الخوف ؟ ونرجو أن يتفضل الله تعالى بالسلامة ، فما عليك مخوفة .
[1] أي ترزن وتأنى وتمهل . [2] أي في سنة " 369 " كما أرخها العلامة الحلي ، حيث تقدم اثبات تاريخ رد الحجر الأسود إلى مكانه سنة " 339 " ، راجع التعليقات السابقة . [3] زمع : دهش ، وخاف ، وارتعد . وقيل : الزمع : من إذا خاف أو غضب سبقه دمعه . وفي البحار : الدمع . [4] " سبع " النسخ ، وكشف الغمة ، والبحار . راجع التعليقات السابقة .
477
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 477