responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي    جلد : 1  صفحه : 355


فعرفه أن الرضا عليه السلام قد فرغ من جهازه . قال : فمضيت نحو الباب فالتفت فلم أره !
فلم يدخل من باب ، ولم يخرج من باب ، قال : وإذا المأمون قد وافى ، فلما رآني قال :
ما فعل الرضا ؟ قلت : أعظم الله أجرك في الرضا . فنزل وخرق [1] ثيابه ، وسفى [2] التراب على رأسه ، وبكى طويلا ، ثم قال : خذوا في جهازه . قلت : قد فرغ منه .
قال : ومن فعل به ذلك ؟ قلت : غلام وافاه لم أعرفه إلا أني ظننته ابن الرضا عليه السلام .
قال : فاحفروا له في القبة . قلت : فإنه يسألك أن تحضر موضع الحفرة [3] . قال : نعم أحضروا كرسيا . فجلس عليه ، وأمر أن يحفر له عند الباب ، فخرجت الصخرة ، فأمر بالحفر في يمنة القبة ، فخرجت النبكة ، ثم أمر بذلك في يسرتها فظهرت النبكة الأخرى فأمر بالحفر في الصدر فاستمر الحفر .
فلما فرغ منه ، وضعت يدي على أسفل القبر ، وتكلمت بالكلمات ، فنبع الماء وظهرت السميكات ، ففتت لها كسرة خبز فأكلتها ، ثم ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلها وغابت ، فوضعت يدي على الماء ، وأعدت الكلمات فنضب الماء كله وانتزعت الكلمات من صدري من ساعتي ، فلم أذكر منها حرفا واحدا .
فقال المأمون : يا أبا الصلت ، الرضا عليه السلام أمرك بهذا ؟ قلت : نعم .
قال : فما زال الرضا يرينا العجائب في حياته ، ثم أراناها بعد وفاته .
فقال للوزير : ما هذا ؟ قال : ألهمت أنه ضرب لكم مثلا بأنكم تتمتعون في الدنيا قليلا مثل هذه السميكات ، ثم يخرج واحد منهم فيهلككم .
فلما دفن عليه السلام قال لي المأمون : علمني الكلمات . قلت : والله انتزعت من قلبي فما أذكرها منها حرفا ، وبالله لقد صدقته ، فلم يصدقني ، وتوعدني بالقتل إن لم أعلمه إياها وأمر بي إلى الحبس ، فكان في كل يوم يدعوني إلى القتل أو تعليمه ذلك ، فأحلف له مرة بعد أخرى ، كذلك سنة فضاق صدري ، فقمت ليلة جمعة فاغتسلت ، وأحييتها



[1] خرق : مزق
[2] سفى : ذر .
[3] " دفنه " البحار .

355

نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست