نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 168
الخلاف على الله ورسوله فلينصرف عني . فسكتوا وساروا معه . فكان يسير بهم بين الجبال بالليل ويكمن في الأودية بالنهار وصارت السباع التي فيها كالسنانير [1] إلى أن كبس المشركين وهم غارون [2] آمنون وقت الصبح ، فظفر بالرجال والذراري والأموال ، فحاز ذلك كله ، وشد الرجال في الحبال كالسلاسل ، فلذلك سميت " غزاة ذات السلاسل " . فلما كانت الصبيحة التي أغار فيها أمير المؤمنين عليه السلام على العدو - ومن المدينة إلى هناك خمس مراحل - خرج النبي صلى الله عليه وآله وصلى بالناس الفجر ، وقرأ * ( والعاديات ) * في الركعة الأولى ، وقال : " هذه سورة أنزلها الله علي في هذا الوقت يخبرني فيها بإغارة علي على العدو " . وجعل حسده ( 2 ) لعلي حسدا له فقال : * ( إن الانسان لربه لكنود ) * ( 4 ) والكنود : الحسود ، وهو عمرو بن العاص ههنا ، إذ هو كان يحب الخير ، وهو الحياة حين أظهر الخوف من السباع ثم هدده الله تعالى . ( 5 ) 258 - ومنها : أن جابرا قال : إن الحكم بن أبي العاص عم عثمان بن عفان كان يستهزئ من رسول الله بخطوته في مشيته ، ويسخر منه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله [ يمشي ] يوما والحكم خلفه يحرك كتفيه ويكسر يديه خلف رسول الله استهزاءا منه بمشيته صلى الله عليه وآله فأشار رسول الله صلى الله عليه وآله بيده وقال : هكذا فكن . فبقي الحكم على تلك الحال من تحريك أكتافه وتكسير يديه ، ثم نفاه عن المدينة ولعنه ، فكان مطرودا إلى أيام عثمان فرده إلى المدينة [ وأكرمه ] . ( 6 )
[1] واحدها : السنور وهو الهر . [2] ومنه الحديث : " أنه أغار على بني المصطلق وهم غارون " أي غافلون . النهاية : 3 / 355 . ( 3 ) أي حسد عمرو بن العاص . ( 4 ) سورة العاديات : 6 . ( 5 ) عنه البحار : 21 / 76 ح 4 . وأشار إليه في إثبات الهداة : 2 / 118 ح 119 . ( 6 ) عنه البحار : 18 / 59 ح 17 ، واثبات الهداة : 2 / 118 ح 520 .
168
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 168