نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 142
يكون في الأرض ولا يكون في السماء ، فصاروا إليه . فقالوا : يا محمد إن لم يكن هذا الذي نرى منك سحرا ، فأرنا آية في السماء فإنا نعلم أن السحر لا يستمر في السماء كما يستمر في الأرض . فقال لهم : ألستم ترون هذا القمر في تمامه لأربع عشرة ؟ فقالوا : بلى . قال : أفتحبون أن تكون الآية من قبله وجهته ؟ قالوا : قد أحببنا ذلك . فأشار إليه بإصبعه فانشق بنصفين ، فوقع نصفه على ظهر الكعبة ، ونصفه الآخر على جبل أبي قبيس ، وهم ينظرون إليه . فقال بعضهم : فرده إلى مكانه . فأومى بيده إلى النصف الذي كان على ظهر الكعبة وبيده الأخرى إلى النصف الذي كان على جبل أبي قبيس ، فطارا جميعا فالتقيا في الهواء فصارا واحدا ، واستقر القمر في مكانه ، على ما كان . فقالوا : قوموا فقد استمر سحر محمد في السماء والأرض . فأنزل الله تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر " [1][2] 230 - ومنها : أنه لما كانت قريش تحالفوا وكتبوا بينهم صحيفة ألا يجالسوا واحدا من بني هاشم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم محمدا ليقتلوه ، وعلقوا تلك الصحيفة في الكعبة ، وحاصروا بني هاشم في الشعب - شعب عبد المطلب - أربع سنين ، فأصبح النبي صلى الله عليه وآله يومان وقال لعمه أبي طالب : إن الصحيفة التي كتبتها قريش في قطيعتنا قد بعث الله عليها دابة فلحست كل ما فيها غير اسم الله ، وكانوا قد ختموها بأربعين خاتما من رؤساء قريش . فقال أبو طالب : يا ابن أخي أفأصير إلى قريش فأعلمهم بذلك ؟ قال : إن شئت . فصار أبو طالب رضي الله عنه إليهم فاستبشروا بمصيره إليهم ، واستقبلوه بالتعظيم والاجلال ، وقالوا : قد علمنا الآن أن رضى قومك أحب إليك مما كنت فيه ، أفتسلم
[1] سورة القمر : 1 و 2 [2] عنه البحار : 17 / 355 ح 10 . تقدم نظيره في الحديث : 26
142
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 142