نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 656
قال : أُمّتي على خمس طبقات : فأربعون سنة أهل برّ وتقوى ، ثمّ الذين يلونهم إلى عشرين ومائة سنة أهل تراحم وتواصل ، ثمّ الذين يلونهم إلى ستين ومائة سنة أهل تدابر وتقاطع ، ثمّ الهرج الهرج ، النجا النجا . ( 1 ) وأخرج أيضاً عن أبي معن ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » : أُمّتي على خمس طبقات كلّ طبقة أربعون عاماً ، فأمّا طبقتي وطبقة أصحابي ، فأهل علم وإيمان ، وأمّا الطبقة الثانية ما بين الأربعين إلى الثمانين فأهل برّ وتقوى . ( 2 ) ولنا تعليقة قصيرة على الحديث : كيف تكون الطبقة الأُولى أهل برّ وتقوى وقد سفكت دماء كثيرة في حياتهم وحارب الإمام أمير المؤمنين « عليه السلام » فيها البغاة من الناكثين والقاسطين والمارقين ، فلو كانوا أهل برّ وتقوى فلماذا خرجوا على الإمام الذي بايعه وجوه المهاجرين والأنصار ولم يشذّ عن بيعته إلاّ عدد ضئيل لا يتجاوز عدد الأصابع ؟ وأمّا الطبقة الثانية فكيف كانوا أهل تراحم وتواصل ؟ فقد قطعوا رحم النبي وأولاده ، فقد سُمّ الحسن سيد شباب أهل الجنّة على يد معاوية ، وقتل الحسين « عليه السلام » وأهل بيته في مجزرة كربلاء على يد يزيد بن معاوية وحمل رأسه إلى الشام ، وأباح مسلم بن عقبة دماء أهل المدينة وعرضهم ثلاثاً ، فقتل خلق كثير من الصحابة ونُهبت المدينة واُفتض في هذه الواقعة ألف عذراء ، إلى غير ذلك من الكواره والكوارث ، وهذا هو الوليد بن يزيد من هذه الطبقة الخمّير السكّير أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه ، ففتح المصحف فخرج قوله : ( وَاستَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبّار عَنِيد ) ( إبراهيم / 15 ) فألقاه ورماه بالسهم وقال :