نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 653
3 . أخرج مسلم في صحيحه عن شعبة ، عن قتادة ، قال : سمعت أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » : ما من نبي إلاّ وقد أنذر أُمّته الأعور الكذاب ، إلاّ انّه أعور وانّ ربّكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه ك ف ر . ( 1 ) انّ معنى الحديث انّ للّه سبحانه عيناً ولكنها ليست بعوراء وهو نفس إثبات العضو له سبحانه : ولا يقاس ذلك بقوله سبحانه : ( وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ) أو قوله : ( فَإِنّكَ بأَعيُنِنا ) أو قوله : ( واصْنَعِ الفُلكَ بِأَعْيُنِنا ) أو قوله : ( تَجْري بِأَعْيُنِنا ) . ( 2 ) فإنّ العين في هذه الآيات كناية عن الحفظ والكلاءة وشيخ الأنبياء كان بحاجة إلى تثبيت فؤاده وقلبه بهذه البشارة ، وأمّا الحديث فليس فيه هذه النكتة بل هو في مقام مقايسة عينه سبحانه بعين الدجال ، فحكم على إحداهما بالأعورية دون الأُخرى وهذا يقتضي اشتراكهما في نفس العضو واختلافهما في العِوَر . وربما يتصور بأنّ نفي الأعورية كنفي الولد عنه في القرآن ، وهذا أيضاً قياس مع الفارق ، فانّ القول بالولد عقيدة معروفة للنصارى ، قال سبحانه : ( وقالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبحانَه ) ( البقرة / 116 ) فلم يكن هناك محيص إلاّ نفي الولد عنه وهذا بخلاف الأعورية فلم يكن هناك قول بكونه سبحانه أعور حتى ينفيه الرسول . وبذلك يظهر انّ محاولة ابن الجوزي لتصحيح الرواية محاولة عقيمة ، حيث قال : إنّما نفى عنه العور من حيث نفي النقائص كأنّه قال : ربّكم ليس بذي جوارح تتسلط عليه النقائص ، وهذا مثل نفي الولد عنه ، لأنّه يستحيل عليه التجزؤ . ( 3 )
1 - دفع شبه التشبيه بألّف التنزيه : 215 . 2 - صحيح مسلم : 8 / 195 ، باب ذكر الدجال وصفته وما معه من كتاب الفتن الحديث الثاني . 3 - لاحظ السور التالية : طه : 39 ؛ الطور : 48 ؛ هود : 37 ؛ القمر : 14 .
653
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 653