نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 590
عن هذه العيوب . أخرج البخاري بسنده عن أنس ، قال : لم يكن رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » فاحشاً ولا لعاناً ولا سبّاباً ، إلى غير ذلك من الروايات . ( 1 ) وقد ذُكر احتمال آخر لتصحيح الرواية وهو انّ المراد من سبّه ودعائه ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نيّة كقوله : « تربت يمينك وعقري حلقي » ، وفي هذا الحديث « لا كبرت سنك » وفي حديث معاوية « لا أشبع بطنه » ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ، فخاف « صلى الله عليه وآله وسلم » أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربّه سبحانه وتعالى ورغّب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهوراً وأجراً . ( 2 ) يلاحظ عليه : أنّه على خلاف الظاهر أوّلاً ، والنبيّ المعصوم أجلّ شأناً من أن يحوم حول اللغو العبث ثانياً وعلى فرض كونه المراد فاللّه سبحانه حكيم لا يؤاخذ من دعا عليه النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » بلا جد ونية حتى يسأله النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » جعل دعائه عليهم زكاة وأجراً . ولعلّّ مصدر الرواية هو أبو هريرة ومنه انتشرت الرواية . روى مسلم عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال ، قال رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » : إنّما أنا بشر فأيّما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعل له زكاة ورحمة . ( 3 ) وقد تقدم عند دراسة أحاديث أبي هريرة انّ الحديث موضوع لغاية ابراء مروان بن الحكم وأبيه وبنيهما الملعونين على لسان رسول اللّه . فلاحظ .
1 - البخاري : الأدب المفرد : 154 برقم 430 . 2 - شرح صحيح مسلم : 16 / 389 - 390 . 3 - صحيح مسلم : 8 / 25 ، باب من لعنه النبي أو سبّه أو دعا عليه .
590
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 590