نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 427
ذلك ، لا سيما من تصفح في التاريخ والحديث . فهذا هو الإمام البخاري يروي في حقّ الصحابة . أخرج البخاري عن ابن أبي مليكة ، قال : قالت أسماء عن النبي قال : أنا على حوضي أنتظر من يرد عليّ ، فيؤخذ بناس من دوني فأقول أُمّتي ، فيقول : لا تدري مشوا على القهقرى . قال ابن أبي مليكة : اللّهمّ إنّا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن . وأخرج أيضاً عن أبي وائل ، قال : قال عبد اللّه ، قال النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » : أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعنَّ إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي ربّ أصحابي ، يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك . ( 1 ) والرواية الثانية دليل على أنّ المراد من قوله : « بناس » في الرواية الأُولى هم الصحابة . أضف إلى ذلك انّ قوله : هم الذين يلونهم : يهدف إلى التابعين ، وفيهم الأمويون ، فهل يمكن أن نعد عصر الأمويين خير القرون وقد خضّبوا وجه الأرض بدماء الأبرياء وقتلوا سبط النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » في كربلاء عطشاناً وذبحوا أولاده وأصحابه وهتكوا حرمة الكعبة ؟ ! وهذا هو الحجاج صنيعة أيديهم اقترف من الجرائم البشعة ما يقشعر لها جبين الإنسانية ، ولا أطيل الكلام في ذلك والتاريخ خير شاهد على كذب هذه الرواية ووضعها من قبل سماسرة الحديث لتطهير الجهاز الأموي الحاكم ممّا ارتكبه . وقد مضى الكلام حول الحديث عند دراسة أحاديث عمران بن الحصين ( 2 ) .
1 - صحيح البخاري : 9 / 46 ، كتاب الفتن . 2 - لاحظ ص 249 .
427
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 427