نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 230
وتشهد على بطلانه هذه الوثيقة التاريخية : لما عرّف الرسول نفسه على بني عامر الذين جاءوا إلى مكة المكرمة في موسم الحج ودعاهم إلى الإسلام ، قال له كبيرهم : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثمّ أظهرك اللّه على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ فقال النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » : الأمر إلى اللّه يضعه حيث يشاء . ( 1 ) فعلى ذلك فمنطق المهاجرين والأنصار في مسألة الخلافة منطق غير سديد ، إذ ليست الخلافة رهن عنوان المهاجرين والأنصار ، وإنّما هي رهن ملاكات وصلاحيات لا حصر لها ، قال سبحانه : ( إنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوت مَلِكاً قالُوا أنّى يَكُونُ لَهُ المُلكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المالِ قالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) ( البقرة / 247 ) فقد انطلق بنو إسرائيل من مبدئية الثراء وكثرة المال ، واللّه سبحانه ردّ عليهم وجعل المعيار هو كثرة العلم والقدرة الجسمانية ، وأين هذا من منطق الحاضرين في سقيفة بني ساعدة ؟ !
1 - ابن هشام السيرة النبوية : 2 / 424 .
230
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 230