responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 223


قال شعبة : فكأنّه كره ذلك ، فقال عمر : ألا ترى انّ الشيخ إذا لم يحصن جلد وانّ الشّابّ إذا زنى ، وقد أحصن رجم . ( 1 ) أقول : إنّ القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة الذي يتميز بأُسلوبه ومضمونه .
والعبارة المحكية عن الخليفة - بأنّه من القرآن الكريم - كلام حيك على نسق قوله سبحانه : ( الزّانيةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِد مِنْهُما مائةَ جَلْدَة وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأفَةٌ في دِينِ اللّهِ ) ( النور / 2 ) .
أو قوله سبحانه : ( وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبَا نَكالاً مِنَ اللّه ) ( المائدة / 38 ) .
ولو افترضنا انّ زيداً سمع من رسول اللّه قوله : « الشيخ والشيخة إذا زنيا » فلا يكون ذلك دليلاً على أنّه من القرآن الكريم ، بل هو كلام الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم » ألقاه لبيان حكم اللّه الشرعي .
ثمّ إنّ القول بالتحريف يخالف النصّ الصريح للذكر الحكيم ، قال سبحانه : ( إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ ) ( الحجر / 9 ) .
وقال سبحانه : ( لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكيم حَمِيد ) ( فصلت / 42 ) وأيُّ باطل أوضح من تطرّق الزيادة والنقيصة إلى تلك المعجزة الخالدة .
والعجب انّ الذين يروون هذه الروايات الضعيفة يتهمون الشيعة بالتحريف ، وفاتهم انّ العثور على رواية في هذا الصدد في كتبهم لا تكون دليلاً على العقيدة ، وعلى فرض التسليم فكتب هؤلاء أيضاً تعجّ بالأحاديث التي تدل على التحريف .


1 - مسند أحمد : 5 / 183 ؛ وانظر سنن الدارمي : 2 / 179 ، باب في حد المحصنين بالزنا .

223

نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست