نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 150
اختبأت عندك ، فيقول الربّ تبارك وتعالى : نعم ، فيُخرج ربي تبارك وتعالى بقية أُمتي من النار فينبذهم في الجنة . ( 1 ) إنّ ظاهر الحديث انّ النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » يشفع لقاطبة أُمّته يوم القيامة فيخرج المحكومون بالنار عنها وينبذون في الجنة وهذا ما لا يذعن به القرآن الكريم ، وذلك لأنّ أصنافاً من الأُمّة الإسلامية محكومون بالخلود أو بالمكث في النار أحقاباً كالقاتل ، قال سبحانه : ( وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقِ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أثاماً * يُضاعَفْ لَهُ العَذابُ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ) ( الفرقان / 68 - 69 ) . فالخلود إمّا بمعنى المكث في النار دائماً أو كناية عن المكث فيها حقبة طويلة يصح أن يطلق عليها الخلود ، ومع ذلك كيف يخرجون من النار في نفس يوم القيامة لا بعده ؟ أضف إلى ذلك انّ للشفاعة شروطاً أهمها وجود الصلة المعنويّة بين الشافع والمشفوع له ، ومن الواضح انّ هذه الصلة ليست متوفرة في جميع الأُمّة ، فمن أحبط عمله لا تشمله الشفاعة وإن كان مسلماً . قال سبحانه : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكُمْ لِبَعْض أن تَحْبَطَ أَعمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) ( الحجرات / 2 ) . ومثله المرابي الذي عدّه سبحانه محارباً للّه ، وقال : ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْب مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤوسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون ) ( البقرة / 279 ) .
1 - مسند أحمد : 5 / 325 .
150
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 150