نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 138
وثمة تساؤلات حول الرواية ؟ الأُولى : انّ ما رواه أبو الدرداء هو نفس ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » وبين الروايتين اختلاف شاسع ، وسنذكر الرواية عند دراسة ما عزيت إليه من الروايات تحت عنوان سلطان إبليس على النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » . روى أبو سعيد الخدري انّ رسول اللّه « صلى الله عليه وآله وسلم » قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه ، فقرأ فالتبست عليه القراءة ، فلمّا فرغ من صلاته ، قال : لو رأيتموني وإبليس ، فأهويت بيدي ، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين : الابهام والتي تليها ، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة ، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل . ( 1 ) وأنت ترى انّ الرواة تصرّفوا في الرواية فقد نقلوها بصورتين مختلفين جداً . بل بصور مختلفة ، فقد رواها مسلم عن أبي هريرة بوجه يخالف كلتا الصورتين كما سيوافيك في ترجمته ، كلّ ذلك يسلب الاعتماد على تلك المروّيات ، وتصوّر تعدّد الواقعة بعيد جداً . الثانية : انّ غاية ما يثبته القرآن لإبليس هو سلطان الوسوسة وهو في حقّ غير عباده الصالحين ، قال سبحانه : ( إنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( النحل / 99 ) . ثمّ ليس له سلطان على بني آدم بالضرب والإحراق فضلاً عن أن يكون له سلطان على النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » بجعل شهاب من نار على وجهه . الثالثة : انّ قوله : « أردت أخذه » يعرب عن كون الشيطان موجوداً عنصرياً قابلاً للأخذ ، ومثله لا يمكن أن يوسوس في صدور العالمين في زمان واحد .
1 - مسند أحمد : 3 / 82 .
138
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 138