responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 108


فوقها كذلك حتى عدَّ سبع سماوات . ثمّ فوق السماء السابعة بحر ، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء . ثمَّ فوق ذلك ثمانية أوعال . بين أظلافهنّ ورُكَّبِهنَّ كما بين سماء إلى سماء ، ثمّ على ظهورهنَّ العرش . بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء . ثمّ اللّه فوق ذلك تبارك وتعالى . ( 1 ) إنّ الحديث يخالف القرآن أوّلاً ، والعقل الصريح ثانياً .
أمّا الأوّل ، انّ الذكر الحكيم يعرّفه سبحانه موجوداً منزهاً من أن يحويه زمان أو مكان قال سبحانه : ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَيْء عَلِيم ) إلى أن قال : ( يَعْلَمُ ما يَلِجُ في الأَرْض وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما ينزل مِنَ السَّماء وَما يَعرجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُم وَاللّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِير ) ( الحديد / 3 - 4 ) .
وقال عزّ من قائل : ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَة إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمسة إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ ولا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيم ) ( المجادلة / 7 ) .
وما تلوناه عليك من الآيات وغيرها صريحة في أنّه سبحانه موجود فوق أن يحوطه زمان ومكان خاص بل الأزمنة والأمكنة إليه سواسية ، فهو كائن في جميعها وهذه الكينونة لا تعني حلول ذاته في الأمكنة والأزمنة تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، بل المراد حضوره في الكون لأجل قيام الأشياء به قيام المعلول بعلته والصورة الذهنية بالنفس بل أدق وألطف من ذلك ، ومعه كيف يصحّ ما في الرواية انّ اللّه فوق العرش ؟ !
وممّا لا ينقضي منه العجب انّ إمام الحنابلة صار يؤول هذه الآيات بأنّ المراد إحاطة علمه بالأشياء لا إحاطة وجوده وإلاّ يلزم أن يكون وجوده في الأمكنة غير


1 - سنن ابن ماجة : 1 / 69 برقم 193 . و « أوعال » جمع « وَعِل » وهو تيس الجبل وكأنّها كناية عن الملائكة بصورته ، و « أظلاف » جمع « الظِلْف » للبقر والغنم ، كالمحفر للفرس .

108

نام کتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست