نام کتاب : الجواهر السنية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 194
وتطغى إذ شبعت وتشكوا إذا جاعت ، وتغضب إذا افتقرت وتتكبر إذا استغنت ، وتنسى إذا كبرت وتغفل إذا أمنت . وهي قرينة الشيطان ، ومثل النفس كمثل لنعامة تأكل الكثير وإذا حمل عليها لا تطير . ومثل الدفلا لونه حسن وطعمه مر . يا أحمد أبغض الدنيا وأهلها وأحب الآخرة وأهلها . قال : يا رب ومن أهل الدنيا وأهل الآخرة ، قال : أهل الدنيا من كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه قليل الرضى ، لا يعتذر إلى من أساء إليه ولا يقبل معذرة من اعتذر إليه ، كسلان عند الطاعة شجاع عند المعصية ، أمله بعيد وأجله قريب ، لا يحاسب نفسه ، قليل المنفعة كثير الكلام ، قليل الخوف كثير الفرح عند الطعام . وان أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ولا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون ويدعون بما ليس لهم ويذكرون مساوئ الناس . قال : يا رب هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا حمد ؟ قال : يا أحمد ان عيب أهل الدنيا كثير فيهم الجهل والحمق لا يتواضعون لمن يتعلمون منه ، وهم عند أنفسهم عقلاء وعند العارفين حمقاء . يا أحمد ان أهل الآخرة رقيقة وجوههم كثير حياؤهم قليل حمقهم كثير نفعهم قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة وأنفسهم منهم في تعب ، كلا مهم موزون محاسبون لأنفسهم يتعبون لها ، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، أعينهم باكية وقلوبهم ذاكرة ، إذا
194
نام کتاب : الجواهر السنية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 194